يواجه الإنسان في حياته اليومية عشرات بل مئات المواقف التي تقتضي اتخاذ قرار فوري وحاسم.. وقد تتفاوت في أهميتها من اختيار الملبس والمأكل، صعوداً إلى اختيار شريك الحياة..
وتزداد أهمية تعلم مهارة "اتخاذ القرار" كلما تقدم فينا العمر ومع حاجتنا لاتخاذ القرار في جميع أمور حياتنا الخاصة والعامة..
تواجه الفتاة قضايا مصيرية في محطات مختلفة من حياتها.. بدءاًً من اختيار الصديقة أو الجامعة، وانتهاءً باختيار الزوج أو الوظيفة..
من خلال اللقاءات والحوارات مع الفتيات ألحظ أن الكثيرات يعترضهن التردد، ويعتريهن الخوف من اتخاذ القرار، رغم ثقافتهن وعلمهن!!
فالمشكلة لا تكمن في العلم ولكن في اكتساب المهارة..
وهناك فرق كبير بين العلم والمهارة.. فمن يقرأ ويحفظ ليس كمن يمارس ويطبق..
والأمثلة كثيرة على ذلك.. كمن يقرأ في الكتب المراجع الطبية والصحية هل يصبح طبيباً أم أنه يحتاج إلى ممارسة وتطبيق لما درس وتعلم؟!
وكذلك من يحفظ قواعد وفنون السباحة لن يكون سباحاً ماهراً فيها، ما لم يجرب ويتدرب وتتحول من مجرد معلومة إلى مهارة يمارسها بطريقة آلية احترافية..
إن تعلم مهارة صنع القرار السليم يعزز من الصفات الايجابية لدى الفتاة، كالثقة بالنفس، والاعتماد على الذات، وتحمل المسؤولية، ويقضي على التردد.
بينما غياب هذه المهارة يضيع على الفتاة فرصاً ثمينة، ويجعلها تعيش دوامة الندم بعد كل قرار..
وهنا يجب أن لا ننسى دور الأسرة في تدعيم هذه القدرة وتعزيزها في شخصية الفتاة.. وهذه القدرة لا تنمو في أجواء التدخل والفرض- بالأخص الأم- بدافع الحرص المفرط على ابنتها، والقيام بالنيابة عنها في اتخاذ القرارات حتى في اختيار ملابسها وشكل غرفتها!! ناهيك عن القمع والتحطيم الذي يمارسه بعض أفراد العائلة ضد البنت الذي يسهم في ضمور وتهميش قدرات الابنة، وقد يؤدي إلى عجزها مستقبلا على إدارة شؤونها الحياتية.. والمطلوب لبناء شخصية ناضجة إتاحة مساحة حرية في اختيارها وتدريبها على اتخاذ قرارها بنفسها، ولعلي أذكر بالأثر الشريف "ما خاب من استشار ولا ندم من استخار"..
للاستاذه :إيمان بنت عبدالله العقيل