اللعب حاجة ضرورية بشرية قديمة قدم الإنسان نفسه ولذلك وصف القرآن الكريم حياتنا الدنيا بأنها (لعب ولهو) ! .. (إنما الحياة الدنيا لعب ولهو) .. وتكون الحاجة للعب لدى الصغار أكثر بكثير مما هي لدى الكبار سواء في عالم الإنسان أو عالم الحيوان إلا أن الحاجة للعب تبقى لدى الكبار أيضا ً ولا تنتهي تماما ً بسبب التقدم في العمر ولكن تبقى بشكل أقل إلحاحا ً مما هي لدى الصغار والأطفال .. ويبقى لكل سن مزاجها وألعابها المناسبة
القسم الأول / ألعاب هي عبارة عن أدوات ومعدات مصنوعة ومعدة للعب بها كالكرة أو السيوف الخشبية أو الدراجات و(الزناحات) أو العرائس الخشبية أو المصنوعة من القماش المحشو بالصوف أو (الكارطة) أو (البطش) أو(التصاوير) و(السيارات المصنوعة بالتلوله) و(الزغد) (الدنافير) ...إلخ .
القسم الثاني / ألعاب هي عبارة عن مناشط وحركات ومنافسات جماعية مشتركة ذات طقوس وقواعد محددة ومعروفة سلفا ً مثل لعبة كرة القدم ولعبة (الباصه) ولعبة (النقيزه) ولعبة (الوابيص) و(الليبره) و(الحلت) ولعبة (طق طربق) ولعبة (السيزه) ...إلخ
ونلاحظ بعض التداخل والتشابك في هذين القسمين فالكرة مثلا ً وإن كانت في حد ذاتها كأداة (لعبة) إلا أنها يمكن إستخدامها في مناشط وألعاب فردية أو جماعية مختلفة وكذلك لعبة (طق طربق) مثلا ً فهي تحتاج إلى (أداة) (عصا طويلة وعصا أخرى قصيرة ذات نهايتين مدببتين) مع أنها كلعبة تمارس كنشاط .. فالأداة نفسها هنا يصح أن نطلق عليها (لعبة) وكذلك ممارسة المنشط نفسه للعملية بطقوسها وقواعدها المحددة يصح أن نطلق عليه لفظ (لعبة) أيضا ً
وليس بوسعي هنا أن أتطرق إلى جميع (ألعابنا) الشعبية الوطنية الموروثة وهي جزء من تراثنا الثقافي الوطني الليبي وربما تكون هناك بعض الإختلافات في طريقة وشكل بل وأسماء هذه الألعاب بإختلاف المناطق في ليبيا ولكنني سأتطرق هنا لبعض الألعاب التي عايشتها ومارستها بنفسي في طفولتي وفي مدينتي الأصلية إجدابيا أيام زمان ! ..
فهناك مثلا ً لعبة (الباصة) التي كان يلعبها أولاد وشباب ورجال البادية حيث ينقسم المشتركون إلى فريقين متنافسين وتكون أداة اللعب عبارة عن كرة صغيرة الحجم يمكن إلتقاطها باليد الواحدة ومصنوعة من القماش المحشو بالرمل وقد يستخدم جورب (شخشير) لهذا الغرض ! ..
ويقوم أعضاء كل فريق برمي الكرة لبعضهم بعضا ً وتداولها فيما بينهم فقط بواسطة الأيدي دون الفريق الآخر بينما يحاول أعضاء الفريق الآخر قطع الطريق عليهم وإلتقاط الكرة لصالحهم ويحق لكل من يلتقط الكرة أن يضرب بيده ظهر لاعب الفريق الآخر الذي يزاحمه محاولا ً سلب كرة (الباصة) منه ولا يحق له ضربه إلا إذا كان واقفا ً بجواره أما إذا جلس وأنحنى اللاعب الآخر المزاحم أو أخذ وضع القرفصاء فلا يحق له ضربه وإذا ضربه خرج الضارب من اللعبة ! ...
. وأحيانا ً يحمى وطيس المنافسة بين الفريقين كما شاهدت ذات مرة في طفولتي ويكون الضرب فيه على أشده وتأخذ العبة عندها طابع الخشونة الشديدة !!!؟؟ ....
وأما لعبة (الوابيص) فهي لعبة للأولاد فقط وهي ما يطلق عليها في مصر إسم لعبة (الإستغمايه) حيث يتم من خلال القرعة أو الإتفاق إختيار أحد الأولاد ليلعب دور (المفتش) فيغمض عينيه ويدير وجهه نحو الجدار ثم يبدأ في العد بشكل بطيئ حتى العشرة أو العشرين أو العدد المتفق عليه بينما يفر بقية الأولاد للإختباء في أمكنة متفرقة وحينما ينتهي من العد يبدأ في التفتيش عن الأولاد وكل من يكتشف مكانه ويراه يشير إليه بإصبعه قائلا ً ( وابيص) ! .. فيخرج هذا الولد الذي تم إكتشاف مكان إختباءه من اللعبة .. ويكون آخر واحد هو الفائز ! ....
أما البنات ففضلا ً عن صناعة العرائس الخشبية وصناعة بعض الملابس لهذه العرائس بقطع القماش أو بقطع ورق القصدير (القزير) المرن الذهبي أو الفضي الذي كن يتحصلن عليه من علب السجائر الفارغة فهناك أيضا ً لعبة (النقيزه) الشهيرة وهي عبارة عن مجموعة من المربعات المرسومة على الأرض بطريقة خاصة أو مرسومة على الرصيف (المرشبادي) بواسطة الفحم حيث يستوجب على البنت القفز من مربع إلى آخر برجل واحدة فقط وفق قواعد محددة وتنتقل من مرحلة إلى أخرى حتى تصل إلى المرحلة الأخيرة والخطيرة التي يستوجب عليه أن تعبر المربعات بقدميها الإثنتين وهي مغمضة العينين وهي تردد ( آآآمي !؟) فترد عليها الأخريات (سلامي !؟) إذا لم تطأ بقدمها الخط الفاصل بين المربعات وإلا فتخرج لتأخذ بنت أخرى مكانها في المحاولة ... وهكذا حتى تستكمل إحداهن كافة المراحل فتكون هي الفائزة !
عجبنى الموضوع فحبيت ننقله لعيونكم ياحلويـــــــــــن