الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
أنصت لكلام الله:
هدئ أعصابك بالإنصات إلى كتاب ربك ، تلاوةً ممتعةً
حسنةً مؤثرةً من كتاب الله ، تسمعها من قارئ مجود
حسن الصوت ، تصلك إلى رضوان الله عز وجل ،
وتضفي على نفسك السكينة ، وعلى قلبك يقيناً وبرداَ
وسلاماً.
كان صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع القرآن من غيره
، وكان صلى الله عليه وسلم يتأثر إذا سمع القرآن من
سواه ، وكان يطلب من أصحابه أن يقرءوا عليه ، وقد
أنزل عليه القرآن هو ، فيستأنس صلى الله عليه وسلم
ويخشع ويرتاح.
إن لك فيه أسوةً أن يكون لك دقائق ، أو وقت من اليوم
أو الليل ، تفتح فيه المذياع أو مسجلاً ، لتستمع إلى
القارئ الذي يعجبك ، وهو يتلو كلام الله عز وجل.
إن ضجة الحياة وبلبلة الناس ، وتشويش الآخرين ، كفيل
بإزعاجك ، وهد قواك ، وبتشتيت خاطرك. وليس لك
سكينة ولا طمأنينة ، إلا في كتاب ربك وفي ذكر مولاك
( الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله
تطمئن القلوب "28" )
يأمر صلى الله عليه وسلم ابن مسعود ٍ، فيقرأ عليه من
سورة النساء ، فيبكي صلى الله عليه وسلم حتى تنهمر
دموعه على خده ، ويقول : " حسبك الآن "
.
ويمر بأبي موسى الأشعري ، وهو يقرأ في المسجد ،
فينصت له ، فيقول له في الصباح :
" لو رأيتني البارحة وأنا أستمع لقراءتك " ،
قال أبو موسى : لو أعلم يا رسول الله أنك تستمع لي ،
لحبرته لك تحبيراً.
عند ابن أبي حاتم يمر صلى الله عليه وسلم بعجوزٍ ،
فينصت إليها من وراء بابها ، وهي تقرأ
( هل أتاك حديث الغاشية " 1" ) تعيدها وتكررها ، فيقول :
" نعم أتاني ، نعم أتاني " .
إن للإستماع حلاوةً ، وللإنصات طلاوةً.
أحد الكتاب اللامعين المسلمين سافر إلى أوربا ، فأبحر
في سفينة ، وركبت معه امرأة من يوغسلافيا ، شيوعية
فرت من ظلم ومن قهر تيتو ، فأدركته صلاة الجمعة مع
زملائه ، فقام فخطبهم ، ثم صلى بهم وقرأ سورة الأعلى
والغاشية ، وكانت المرأة لا تجيد العربية ، كانت تنصت
إلى الكلام وإلى الجرس وإلى النغمة ، وبعد الصلاة
سألت هذا الكاتب عن هذه الآيات؟ فأخبرها أنها من كلام
الله عز وجل ، فبقيت مدهوشةً مذهولةً ، قال : ولم تمكني
لغتي لأدعوها إلى الإسلام :
( قل لئن اجتمعت الإنس
والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله
ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً " 88" ) إن للقرآن سلطاناً على القلوب ، وهيبةً على الأرواح ،
وقوةً مؤثرةً فاعلةً على النفوس.
عجبت لأناس من السلف الأخيار، ومن المتقدمين
الأبرار، انهدوا أمام تأثر القرآن ، وأمام إيقاعاته الهائلة
الصادقة النافذة :
( ولو أنزلنا هذا القرآن على جبل
لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله )
فذلك علي بن الفضيل بن عياض يموت لما سمع أباه
يقرأ :
( وقفوهم إنهم مسؤلون " 24" مالكم لا تناصرون " 25 " )
وعمر رضي الله عنه وأرضاه ، ينهد من سماعه لآيةٍ ،
ويبقى مريضاً شهراً كاملاً يعاد ، كما يعاد المريض ،
كما ذكر ذلك ابن كثير.
( ولو أن قرءاناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى )
وعبد الله بن وهب ، مر يوم الجمعة فسمع غلاماً يقرأ
( وإذ يتحاجون في النار... ) فأغمي عليه ، ونقل إلى بيته ، وبقي ثلاثة أيام مريضاً ومات في اليوم الرابع
ذكره الذهبي.
وأخبرني عالم أنه صلى في المدينة ، فقرأ القارئ بسورة
الواقعة ، قال :]فأصابني من الذهول ومن الوجل ،
ما جعلني أهتز مكاني ، وأتحرك بغير إرادةٍ مني ، مع
بكاءٍ ، ودمع غزير
( فبأي حديث بعده يؤمنون " 50 " )
ولكن ما علاقة هذا الحديث بموضوعنا عن السعادة؟!
إن التشويش الذي يعيشه الإنسان في الأربع والعشرين
ساعة ، كفيل أن يفقده وعيه ، وأن يقلقه ، وأن يصيبه
بالإحباط ، فإذا رجع وأنصت وسمع وتدبر كلام المولى،
بصوتٍ حسنٍ من قارئ خاشع ، عاد إلى رشده ،
وعادت إليه نفسه ، وقرت بلابله ، وسكنت لواعجه.
إنني أحذرك بهذا الكلام عن قومٍ جعلوا الموسيقى أسباب
أنسهم وسعادتهم وارتياحهم ، وكتبوا في ذلك كتباً ،
وتبجح كثير منهم بأن أجمل الأوقات وأفضل الساعات
يوم ينصت إلى الموسيقى ، بل إن الكتاب الغربيين الذين
كتبوا عن السعادة وطرد القلق ، يجعلون من عوامل
السعادة الموسيقى.
( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مُكاءً وتصديةً )
( سامراً تهجرون " 67 " ) إن هذا بديل آثم ، واستماع محرم ، وعندنا الخير الذي
نزل على محمدٍ صلى الله عليه وسلم والصدق والتوجيه
الراشد الحكيم ، الذي تضمنه كتاب الله عز وجل
( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيمٍ حميدٍ " 42 " ) فسماعنا للقرآن سماع إيماني شرعي محمدي سني
( ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق )
، وسماعهم للموسيقى لاهٍ عابث ، لا يقوم به إلا الجهلة
والحمقى والسفهاء من الناس
( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ولا تنسونا من الدعاء لوالدي ولي ولكم ولجميع
المسلمين والمسلمات جزاكم الله خير
ولا تنســــــــــــونا من الردود.........
مقتبس من كتاب
لا تحزن للشيخ عائض القرني
إذا ماخلوت بريبة في ظلمة ...... والنفس داعية إلى االعصيان
فاخش من نظرالإله وقل لها ...... إن الذي خلق الظلام يراني
اللهم أرزقنا خشيتك في السر والعلن وحل بيننا وبين معصيتك
فليتك تحلوا والحياة مريــرة وليتك ترضى والأنام غضـاب
وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خـراب
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تـراب
_________
صرت أفهم ..
وصار ويلي لا يقدر ..
صرت أبصر ..
و صرت أقرأ في العيون ألف معنى بل و أكثر !!
صرت أعرف من أن في الكلمات لا .. و لا أريد ..
وأن من حقي الرضا والرفض أيضاً !!
صار حزني من الوريد إلى الوريد !!
حسبي أني صرت أفهم
الله يكتب لي ولكم الأجر