هذه القصة كتبتها والدة الطفلة


********

استقيظت مبكرا كعادتي ..

بالرغم من ان اليوم هو يوم أجازتي

صغيرتي زينب كذلك اعتادت على الاستيقاظ مبكرا

كنت اجلس في مكتبي مشغولة بكتبي واوراقي.

ماما ماذاتكتبين ؟

اكتب رسالة الى الله

هل تسمحين لي بقراءتها ماما ؟؟

لا حبيبتي ,

هذه رسائلي الخاصة ولا احب ان يقرأهااحد.

خرجت زينب من مكتبي وهي حزينة,

لكنها اعتادت على ذلك

فرفضي لها كان باستمرار..

مرعلى الموضوع عدة اسابيع

ذهبت الى غرفة زينب و لاول مرة ترتبك زينب لدخولي...

يا ترى لماذا هي مرتبكة؟

زينب ماذا تكتبين ؟

زاد ارتباكها ..

وردت: لا شئ ماما

انها اوراقي الخاصة..

ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى ان اراه؟!!

اكتب رسائل الى الله كما تفعلين..

قطعتْ كلامها فجأة

وقالت: ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟

طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ..

لم تسمح لي بقراءة ما كتبت

فخرجتُ من غرفتها واتجهت الى محمد(زوجي) كي اقرأ له الجرائد كالعادة

كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي فلاحظ محمد شرودي ظن بأنه هو سبب حزني ..

فحاول اقناعي بأن اجلب له ممرضة ..

كي تخفف عليّ هذا العبء يا الهي لم اردان يفكر هكذا ..

فحضنت رأسه و قبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من اجلي انا و ابنته زينب

واليوم يحسبني سأحزن من اجل ذلك..

واوضحت له سبب حزني وشرودي...

ذهبت زينب الى المدرسة

وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة.

وضح لي الطبيب سوء حالة محمد و انصرف

تناسيت ان زينب ما تزال طفلة

ودون رحمة صارحتها ان الطبيب اكد لي ان قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وانه لن يعيش لأكثر من ثلاث اسابيع

انهارت زينب وظلت تبكي

وتردد: لماذا يحصل كل هذا لبابا ؟

لماذا؟

ادعي له بالشفاء يا زينب

يجب ان تتحلي بالشجاعة

ولا تنسي رحمة الله انه القادر على كل شئ..

فانتي ابنته الكبيرة والوحيدة أنصتت زينب الى امها ونست حزنها

وداست على ألمها وتشجعت

وقالت : لن يموت أبي.

في كل صباح تقبل زينب خد والدها الدافئ

ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت اليه بحنان وتوسل

وقالت : ليتك توصلني يوما مثل صديقاتي ..

غمره حزن شديد فحاول اخفاءة

وقال: ان شاء الله سياتي يوما و اوصلك فيه يا زينب..

وهو واثق ان اعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة..

اوصلتُ زينب الى المدرسة

وعندما عدت الى البيت

غمرني فضول لأرى الرسائل التي تكتبها زينب الى الله

بحثت في مكتبها ولم اجد اي شئ..

وبعد بحث طويل ..

لا جدوى ..

ترى اين هي ؟!!

ترى هل تمزقها بعد كتابتها؟

ربما يكون هنا ..

لطالما احبت ريم هذا الصندوق

طلبته مني مرارا فأفرغت ما فيه واعطيتها الصندوق ..

يا الهي انه يحوي رسائل كثيرة ...

وكلها الى الله!

يارب ....

يا رب ... يموت كـلـب جارنا سعيد . . .لأنه يخيفني!!

يا رب ... قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها عن قططها التي ماتت !!!

يا رب ... ينجح ابن خالتي , لاني احبه !!!

يا رب ... تكبر ازهار بيتنا بسرعة

لأقطف كل يوم زهرة واعطيها معلمتي!!!

والكثير من الرسائل الاخرى وكلها بريئة...

من اطرف الرسائل التي قرأتها هي التي

تقول فيها : يا رب ... يا رب ... كبر عقل خادمتنا

لأنها ارهقت امي ..

يا الهي كل الرسائل مستجابة

لقد مات كلب جارنا منذ اكثر من اسبوع

قطتنا اصبح لديها صغارا

ونجح سامي بتفوق

كبرت الازهار

زينب تاخذ كل يوم زهرة الى معلمتها ...

ياالهي لماذا لم تدعوا زينب ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ؟؟!! ....

شردت كثيرا ليتها تدعو له ..

ولم يقطع هذا الشرود الا رنين الهاتف المزعج

ردت الخادمة ونادتني : سيدتي المدرسة ... * المدرسة !! ....

ما بها زينب ؟؟

هل فعلت شئ؟

اخبرتني ان زينب وقعت من الدور الرابع

وهي في طريقها الى منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة ...

وهي تطل من الشرفة ...

وقعت الزهرة ...

ووقعت زينب ...

كانت الصدمة قوية جدا لم اتحملها انا ولا محمد ...

ومن شدة صدمته اصابه شلل في لسانه فمن يومها لا يستطيع الكلام ..

لماذا ماتت زينب ؟

لا استطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة...

كنت اخدع نفسي كل يوم بالذهاب الى مدرستها كأني اوصلها

كنت افعل كل شئ صغيرتي كانت تحبه

كل زاوية في البيت تذكرني بها اتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ عليناالبيت بالحياة ....

مرت سنوات على وفاتها, وكأنه اليوم ...

في صباح يوم الجمعة اتت الخادمة وهي فزعة وتقول انها سمعت صوت صادر من غرفة زينب...

يا الهي هل يعقل ان زينب عادت ؟؟

هذا جنون ... *

انت تتخيلين لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ ان ماتت زينب..

اصر محمد على ان اذهب و أرى ماذا هناك..

وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي فتحت الباب

فلم أتمالك نفسي ..

جلست ابكي وابكي...

ورميت نفسي على سريرها

انه يهتز ..

آه تذكرت قالت لي مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك

ونسيت أن اجلب النجار كي يصلحه لها ولكن لا فائدة الآن...

لكن ما الذي اصدر الصوت ...

نعم انه صوت وقوع اللوحة التي زُينت بآيات الكرسي

والتي كانت تحرص زينب على قراءتها كل يوم حتى حفظتها

وحين رفعتها كي أعلقها وجدتُ ورقة بحجم البرواز

وضعت خلفه ياالهي أنها إحدى الرسائل يا ترى

ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات

ولماذا وضعتها زينب خلف الآية الكريمة

إنها إحدى الرسائل التي كانت تكتبها زينب إلى الله .......

كان مكتوب يا رب ....



يا رب ...



أموت أنا ويعيش بابا............ ..........